التصحر هو إحدى أكبر الأزمات البيئية التي تواجه مصر والعالم العربي. يُعرف التصحر بأنه تدهور الأراضي في المناطق الجافة وشبه الجافة، نتيجة لعوامل طبيعية أو بشرية. في مصر، يغطي التصحر أكثر من 90% من مساحة البلاد، ويؤثر بشكل مباشر على الأمن الغذائي والتنمية المستدامة.
من أبرز الأسباب الطبيعية للتصحر في مصر: قلة الأمطار، ارتفاع درجات الحرارة، ووجود رياح قوية تساهم في تعرية التربة. أما العوامل البشرية فتشمل الرعي الجائر، إزالة الغطاء النباتي، التوسع العمراني غير المدروس، وسوء إدارة الموارد المائية.
أكثر المناطق تأثرًا بالتصحر هي محافظات شمال سيناء، مطروح، الوادي الجديد، وأجزاء من الصعيد. ويؤدي التصحر إلى انخفاض خصوبة التربة، تراجع الإنتاج الزراعي، نزوح السكان من المناطق المتدهورة، وزيادة معدل الفقر والبطالة.
لمواجهة هذه الظاهرة، يمكن اعتماد عدة حلول بيئية وتكنولوجية مثل:
-
تشجير المناطق الهامشية بنباتات مقاومة للجفاف
-
استخدام تقنيات الحصاد المائي مثل الخزانات الترابية
-
اعتماد نظم زراعية مستدامة
-
رفع الوعي البيئي لدى المجتمعات الريفية
-
إدخال سياسات دعم للمزارعين المتأثرين
كما تلعب نظم المعلومات الجغرافية دورًا محوريًا في تتبع زحف الرمال، وتحديد المناطق المعرضة للتصحر، مما يساعد في التخطيط الجيد والتدخل المبكر.
إن التصحر لا يعني فقط فقدان الأرض، بل هو تهديد مباشر للاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، ويجب أن نواجهه برؤية علمية وشراكة مجتمعية فعّالة.