أصبح التلوث من أبرز التحديات البيئية في العصر الحديث، ويُعد تتبعه وتحليله بدقة أمرًا أساسيًا لوضع حلول فعالة ومستدامة. هنا تبرز أهمية نظم المعلومات الجغرافية (GIS)، التي تُعتبر أداة متقدمة لرصد وتحليل البيانات البيئية وربطها بالموقع الجغرافي.
يتيح نظام GIS إمكانية جمع البيانات من مصادر متعددة، مثل محطات الرصد البيئي، الأقمار الصناعية، والمجسات الذكية، ثم عرضها على خرائط رقمية توضح تركز التلوث عبر الزمان والمكان. على سبيل المثال، يمكن تتبع تلوث الهواء في مدينة القاهرة بشكل يومي وتحديد المناطق الأعلى تلوثًا، مما يسهّل اتخاذ قرارات حكومية مثل تحويل حركة المرور، أو زرع الأشجار في مناطق معينة.
كما يمكن استخدام GIS في مراقبة تلوث المياه من المصانع أو شبكات الصرف، وفي تتبع تسرب المواد الكيميائية أو الزيوت إلى الأنهار والمسطحات المائية. وتستخدم العديد من الجهات الحكومية والمنظمات البيئية هذه التقنية لوضع خرائط حساسية بيئية تحدد أولويات التدخل.
تعزز نظم المعلومات الجغرافية الشفافية وتُشرك المجتمعات المحلية من خلال التطبيقات المفتوحة التي تتيح للمواطنين الإبلاغ عن مصادر التلوث والمشاركة في تقييم الوضع البيئي.